أسباب انقطاع النفس أثناء ممارسة الفنون القتالية !

“لماذا أشعر بانقطاع النفس أثناء التدريب؟”
سؤال يتردد على ألسنة كثير من المبتدئين في عالم الفنون القتالية، حيث يفاجأ اللاعب، رغم حماسه وقوته البدنية، بأنه يلهث سريعًا، يشعر بالإرهاق، وقد لا يستطيع استكمال جولة واحدة من القتال أو التدريب.
لكن هل المسألة تتعلق فقط بضعف اللياقة البدنية؟
الإجابة: لا. فالأمر أعمق وأكثر تعقيدًا مما يبدو.
أربعة أسباب رئيسية تقف وراء هذا الشعور:
1. التنفس الخاطئ:
غالبًا ما يحبس اللاعب أنفاسه أثناء الضرب أو الحركة دون أن ينتبه، مما يستهلك جهدًا كبيرًا ويؤدي إلى سرعة التعب.
2. التوتر والشد العضلي:
عندما يكون الجسد مشدودًا طوال الوقت، يفقد مرونته الطبيعية، ويستهلك كميات أكبر من الأكسجين، فينقطع النفس بشكل أسرع.
3. ضعف التدريب القلبي (Cardio):
حتى إن كنت قوي البنية، فإن نقص التمارين الهوائية مثل الجري ونط الحبل يجعل الجسد غير مهيأ لتحمل المجهود المستمر، فيتعب سريعًا.
4. التوتر والخوف أثناء المواجهة:
العامل النفسي لا يقل أهمية. فالعقل في لحظات القتال قد يفرز هرمونات التوتر، مما يزيد من سرعة ضربات القلب ويجعل التنفس سطحيًا ومتقطعًا.
فما الحل؟
تقدّم مدارس الفنون الدفاعية والقتالية، وعلى رأسها “الأيكيدو”، مجموعة من التقنيات التي تعيد للجسد توازنه وتمنحه القدرة على التنفس السليم أثناء الحركة:
التدريب على التنفس العميق: شهيق من الأنف، زفير ببطء من الفم، سواء في وقت الراحة أو أثناء القتال.
الاسترخاء وسط الحركة: تعلّم أن تكون مرنًا لا مشدودًا، هادئًا لا متوترًا.
زيادة تمارين اللياقة القلبية تدريجيًا.
التدريب على التحكم في المشاعر، فالمقاتل الأقوى ليس دائمًا الأشرس، بل الأهدأ عقلًا ونفسًا.
في مدارس الأيكيدو، النفس ليس مجرد هواء… بل هو سلاح
في فلسفة الفنون القتالية، التنفس العميق هو طريق نحو السيطرة، وضبط النفس هو مفتاح الانتصار. فحين تُتقن فن التحكم في النفس، تصبح أكثر سرعة، وأكثر قوة، وأكثر حضورًا في ساحة القتال.
هل سبق أن شعرت بانفراج في التنفس بعد فترة من التدريب؟
شاركنا تجربتك… متى بدأت تشعر أن النفس صار سلاحًا في يدك؟